السبت، 28 يناير 2012

عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً

الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف وخبر دخوله الجنة حبواً ..

جاء في معرفة الصحابة لأبي نعيم ( 1/ 123 ) و في سير السلف الصالحين لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني المعروف بقوّام السنة ( 1/257 ) وفي صفة الصفوة لابن الجوزي ( 1/ 159 – 160 ) و سير أعلام النبلاء للذهبي ( 1 / 76 – 77 ) وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ( 35 / 254 ، 263 – 268 ) وفي حلية الأولياء ( 1/ 98 ) وفي غيرها من كتب السير والتراجم :-


بينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتاً رُجت به المدينة ، فقالت : ما هذا ؟ قالوا عيرٌ قدمت لعبد الرحمن بن عوف من الشام ، وكانت سبع مائة راحلة ، فقالت عائشة رضي الله عنها : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً ) ، فبلغ ذلك عبد الرحمن ، فأتاها فسالها عما بلغه فحدثته ، قال : فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله . وفي لفظ أنه قال : إن استطعت لأدخلنها قائماً ، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله . وفي رواية أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يا عبد الرحمن إنك من الأغنياء ، ولن تدخل الجنة إلا زحفاً ، فأقرض الله يطلق لك قدميك .. الحديث . وفي رواية أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رأيت أني دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت : من هذا ؟ فقيل : هذا بلال ، فنظرت فإذا أعالي أهل الجنة فقراء المهجارين ، وذراري المؤمنين .. ) إلى أن قال : ( ثم جعلوا يَعرضون علّي أمتي رجلاً رجلا ، فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف فلم أره إلا بعد إياسه ، فلما رأني بكى ، فقلت : عبد الرحمن بن عوف ما يبكيك ؟ فقال : والذي بعثك بالحق ما رأيتك حتى ظننت أني لا أراك أبداً إلا بعد المشيبات ، قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : من كثرة مالي مازلت أحاسب بعدك وأمحص . التعليق : هذه القصص وهذه الروايات منكرة جداً و ضعيفة ، رواه الإمام أحمد في المسند ( 6/ 115 ) من طريق عمارة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه . وعمارة هذا هو ابن زادان أبو سلمة الصيدلاني ضعيف الحديث . قال أحمد يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير وضعفه غير واحد من الأئمة . قال الدارقطني : ضعيف ، و قال : أبو داود : ليس بذاك . و في سند القصة أيضاً علي بن يزيد الألهاني ، وهو ضعيف . و الطريق الآخر الذي وردت به هذه القصة رواها ابن سعد ( 3 / 131 ) و ابن عدي في الكامل ( 3 / 12 ) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه . و خالد بن يزيد بن أبي مالك هذا متروك الحديث واتهمه ابن معين بالكذب . قال الإمام الذهبي رحمه الله في السير ( 1 / 76 – 77 ) أثناء تعليقه على هذا الخبر : أخرجه أحمد في مسنده عن عبد الصمد بن حسان عن عمارة وقال : حديث منكر . وقال أيضاً – أي الإمام الذهبي - : وبكل حال فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب ودخول الجنة حبواً على سبيل الاستعارة ، وضرب المثل ، فإن منزلته في الجنة ليست بدون منزلة علي والزبير رضي الله عن الكل . قلت : هذا إن ثبتت القصة و صح الخبر ، فكيف بكونها منكرة وضعيفة ؟! فإنه رضي الله عنه قد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة دون ذكر التأخير أو الدخول زحفاً ، بل قال : أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة ، وطلحة في الجنة والزبير في الجنة و عبدالرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة . فضائل الصحابة للإمام أحمد برقم ( 278 ) . ومن مناقبه رضي الله عنه أنه من أهل بدر الذي قيل لهم : ( اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ، أو فقد غفرت لكم ، وهو قطعة من حديث عند أحمد في المسند ( 1 / 80 ) والبخاري برقم ( 3007 ) . ومن أهل الشجرة وبيعة الرضوان الذي قال الله فيهم : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }[ الفتح/18] . وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواءه . انظر : المسند ( 4 / 249 – 250 ) .

جرير يوسف هذه الأمة .



جرير بن عبد الله (ع)

ابن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن حشم بن عوف ، الأمير النبيل الجميل أبو عمرو -وقيل : أبو عبد الله- البجلي القسري ، وقسر : من قحطان .

من أعيان الصحابة .

حدث عنه : أنس ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو وائل ، والشعبي ، وهمام بن الحارث ; وأولاده الأربعة : المنذر ، وعبيد الله ، وإبراهيم - لم يدركه - وأيوب ، وشهر بن حوشب ، وزياد بن علاقة ، وحفيده أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، وأبو إسحاق السبيعي ; وجماعة .

وبايع النبي -صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم .

أحمد : حدثنا إسحاق الأزرق : حدثنا يونس ، عن المغيرة بن شبل ، قال : قال جرير : لما دنوت من المدينة ، أنخت راحلتي ، وحللت عيبتي ، ولبست حلتي ، ثم دخلت المسجد ; فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب ; فرماني الناس بالحدق . فقلت لجليسي : يا عبد الله ، هل ذكر رسول الله من أمري شيئا ؟ قال : نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ; بينما هو يخطب ، إذ عرض له في خطبته ، فقال : إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ; ألا وإن على وجهه مسحة ملك . قال : فحمدت الله .

قلت : كان بديع الحسن ، كامل الجمال .

ابن عيينة : حدثنا إسماعيل ، عن قيس : سمعت جرير بن عبد الله يقول : ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي ، وقال : يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك سوار بن مصعب ، عن مجالد ، عن الشعبي . عن عدي بن حاتم ، قال : لما دخل -يعني جريرا- على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ألقى له وسادة ، فجلس على الأرض . فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا. فأسلم . ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إذا أتاكم كريم قوم ، فأكرموه .

الواقدي : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، قال : قدم جرير البجلي المدينة في رمضان سنة عشر ، ومعه من قومه خمسون ومائة . فقال رسول الله : يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يَمَن . فطلع جرير على راحلته ، ومعه قومه . فأسلموا .

أبو العباس السراج : حدثنا أبو بكر بن خلف : حدثنا يزيد بن نصر -بصري ثقة- : حدثنا حفص بن غياث ، عن معبد بن خالد بن أنس بن مالك ، عن أبيه ، عن جده : كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأقبل جرير بن عبد الله ، فضن الناس بمجالسهم ، فلم يوسع له أحد ; فرمى إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببُردة كانت معه حباه بها ; وقال : دونكها يا أبا عمرو ، فاجلس عليها . فتلقاها بصدره ونحره ، وقال : أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني . فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .

ورواه جعفر بن أحمد بن بسام ، عن أبي صفوان المدني ، عن حفص بهذا .

وروى نحوه مسلم بن إبراهيم ، عن عون بن عمرو ، عن الجريري ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن معمر ، عن جرير .

وروى إبراهيم النخعي ، عن همام : أنه رأى جريرا بال ، ثم توضأ ، ومسح على خفيه . فسألته . فقال : رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعله .

ثم قال إبراهيم : فكان يعجبهم هذا ; لأن جريرا من آخر من أسلم .

ابن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له :ألا تريحني من ذي الخلصة -بيت خثعم . وكان يسمى : الكعبة اليمانية .

قال : فخربناه ، أو حرقناه حتى تركناه كالجمل الأجرب . وبعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يُبَشِّره ، فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات .

قال : وقلت : يا رسول الله ، إني رجل لا أثبت على الخيل . فوضع يده على وجهي -وفي لفظ يحيى القطان : فوضع يده في صدري- وقال : اللهم ، اجعله هاديا مهديا .

وفيه : فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس .

أبو غسان النهدي : حدثنا سليمان بن إبراهيم بن جرير ، عن أبان بن عبد الله البجلي ، عن أبي بكر بن حفص ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : جرير منا أهل البيت ، ظهرا لبطن -قالها ثلاثا .

هذا منكر . وصوابه من قول علي .

الزيادي ، وغيره ، قالا : حدثنا خالد بن عمرو الأموي : حدثنا مالك بن مغول ، عن أبي زرعة ، عن جرير ، قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تأتيه وفود العرب ، فيبعث إليَّ ، فألبس حلتي ، ثم أجيء ، فيُباهي بي .

وروي عن جرير : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إنك امرؤ قد حَسَّنَ الله خلْقَكَ ، فحَسِّنْ خُلُقَكَ .

وعن عيسى بن يزيد : كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجب من عقل جرير وجماله .

خالد بن عبد الله ، عن بيان ، عن قيس ، عن جرير ، قال : رآني عمر بن الخطاب متجردا ، فناداني : خذ رداءك ، خذ رداءك . فأخذت ردائي ; ثم أقبلت إلى القوم ، فقلت : ماله ؟ قالوا : لما رآك متجردا ، قال : ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا ، إلا ما ذكر من يوسف -عليه السلام .

عمر بن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن بيان ، عن قيس ، عن جرير : أنه مشى في إزار بين يدي عمر ، فقال : خذ رداءك . وقال للقوم : ما رأيت رجلا أحسن من هذا إلا ما بلغنا من صورة يوسف .

أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير : حدثني إبراهيم بن جرير : أن عمر قال : جرير يوسف هذه الأمة .

مغيرة ، عن الشعبي ، عن جرير ، قال : كنت عند عمر ، فتنفس رجل -يعني : أحدث- فقال عمر : عزمْتُ على صاحب هذه ، لما قام ، فتوضأ . فقال جرير : اعزم علينا جميعا . فقال : عزمت عليَّ وعليكم ، لما قمنا . فتوضأنا ، ثم صلينا .

ورواه يحيى القطان ، عن مجالد ، عن الشعبي -وله طرق- وزاد بعضهم -فقال عمر : يرحمك الله ، نعم السيد كنت في الجاهلية ، ونعم السيد كنت في الإسلام .

مجالد ، عن الشعبي : كان على ميمنة سعد بن أبي وقاص يوم القادسية جرير بن عبد الله .

قال ابن عساكر : سكن جرير الكوفة ، ثم سكن قرقيسياء وقدم رسولا من علي إلى معاوية .

الزبير بن بكار : حدثني محمد بن يحيى : حدثني عمران بن عبد العزيز الزهري ، قال : بلغني أن جريرا قال : بعثني علي إلى معاوية يأمره بالمبايعة ، فخرجت لا أرى أحدا سبقني إليه ; فإذا هو يخطب ، والناس يبكون حول قميص عثمان ، وهو معلق في رمح .

قال ابن سعد : قال محمد بن عمر : لم يزل جرير معتزلا لعلي ومعاوية بالجزيرة ونواحيها ، حتى توفي بالشراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة .

أبو نعيم ، والفريابي : حدثنا أبان بن عبد الله البجلي : حدثني إبراهيم بن جرير عن أبيه ، قال : بعث علي إلي ابن عباس ، والأشعث -وأنا بقرقيسياء- فقالا : أمير المؤمنين يقرئك السلام ، ويقول : نِعم ما رأيت من مفارقتك معاوية ، وإني أنزلك بمنزلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي أنزلكها . فقال جرير : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني إلى اليمن أقاتلهم حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوا ، حرمت دماؤهم وأموالهم . فلا أقاتل من يقول : لا إله إلا الله .

قال الهيثم بن عدي : ذهبت عين جرير بهمدان ، إذ وليها لعثمان .

قال الهيثم ، وخليفة ، ومحمد بن مثنى : توفي جرير سنة إحدى وخمسين .

وقال ابن الكلبي : مات سنة أربع وخمسين .

ومسند جرير نحو من مائة حديث ، بالمكرر . اتفق له الشيخان على ثمانية أحاديث وانفرد البخاري بحديثين ، ومسلم بستة .